هل الفتق السُرّي خطير؟ هذا السؤال يُطرح كثيرًا من قِبل المرضى وذويهم عند تشخيص الحالة، خاصةً لدى الأطفال أو كبار السن. ويُعتبر الفتق السُرّي من الحالات الشائعة التي تحدث عندما يبرز جزء من الأمعاء أو النسيج الدهني من خلال ضعف في عضلات جدار البطن بمنطقة السُرة. وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون بسيطة وتُشفى تلقائيًا، إلا أن هناك حالات قد تستدعي التدخل الطبي الفوري إذا ظهرت مضاعفات مثل الاختناق أو الانسداد المعوي.
ما هو الفتق السري و هل الفتق السري خطير؟
الفتق السُرّي هو بروز غير طبيعي يمكن رؤيته أو الشعور به غالبًا فوق منطقة السُرّة (السُرّ). يحدث عندما يندفع جزء من الأمعاء الدقيقة، مع بعض الدهون أو السوائل، مكوّنًا كيسًا. يقوم هذا الكيس بالضغط عبر فتحة أو منطقة ضعيفة في عضلات جدار البطن.
وعلى الرغم من أن مظهر الفتق السُرّي أو الإحساس به قد يبدو مقلقًا، فإنه عادةً لا يكون خطيرًا. يُعد الفتق السُرّي أكثر شيوعًا بين حديثي الولادة والرضّع والأطفال الصغار، إلا أنه قد يصيب البالغين أيضًا.
ويُلاحظ أن الفتق السُرّي يصيب الإناث بمعدل يزيد ثلاث مرات عن الذكور.
ما أسباب الفتق السري وهل الفتق السري خطير؟
تتفاوت دواعي الفتق السُرّي بين الأطفال والبالغين
أسباب الفتق السُرّي لدى الأطفال
يحدث فتق الأطفال عندما لا تغلق الفتحة المتواجدة في جدار البطن (الحلقة السرّية) التي مرّ منها الحبل السُري أثناء الحمل بصورة كاملة بعد الولادة.
أثناء الحمل، تسمح الحلقة السرّية بمرور الحبل السُري من الأم إلى الطفل. وبعد الولادة، تشرع هذه الحلقة بالانغلاق تدريجيًا، وغالبًا ما تنغلق كليًا في عمر الخامسة. لكن خلال تلك الفترة، قد يتشكّل الفتق عبر تلك الفتحة المفتوحة.
أسباب الفتق السُرّي عند البالغين
يحدث الفتق السُرّي عند البالغين نتيجة ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن، مما يؤدي إلى ضعف في عضلات جدار البطن، فتنطلق أجزاء من الأمعاء الدقيقة أو الأنسجة المساندة عبر هذا الضعف.
ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالفتق السُرّي لدى البالغين
- الجنس
النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- البدانة
الفتق السُرّي أكثر شيوعًا لدى البالغين الذين يعانون من البدانة.
- الولادات المتكررة
النساء اللواتي مررن بعدة ولادات معرّضات أكثر للإصابة.
- تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء)
مرضى تليّف الكبد أكثر عرضة للفتق نتيجة تراكم السوائل.
- العمليات الجراحية السابقة في البطن
قد تضعف جدار البطن، مما يزيد من احتمال حدوث الفتق.
ما أعراض الفتق السري وهل الفتق السري خطير؟
يمكن مُشاهدة الفتق السُرّي غالباً عندما يبكي الطفل أو يقهقه أو يحاول التبرز، حيث يظهر على شكل انتفاخ أو تَوَرُّم بالقرب من منطقة السرّة. وقد لا يكون هذا الانتفاخ واضحاً عندما يكون الطفل في حالة استرخاء. في أغلب الأحوال، يكون الفتق السُرّي غير مُوجع عند الأطفال.
أما لدى البالغين، فيظهر العرض الرئيسي أيضاً على شكل انتفاخ أو تَوَرُّم في منطقة السرّة، لكن الفتق غالباً ما يكون مصحوباً بعدم راحة أو ألم شديد، وغالباً ما يتطلب علاجاً جراحياً.
قد تشير بعض العلامات إلى حالة أخطر تتطلب التدخل الطبي الفوري، مثل
- شعور الطفل بألم واضح.
- بدء الطفل بالتقيؤ بشكل مفاجئ.
- أن يكون التورم شديد الحساسية أو متورماً أو يميل إلى اللون الداكن، سواء عند الأطفال أو البالغين.
طرق الوقاية من الفتق السري و هل الفتق السري خطير؟
يعتمد معالجة الفتق السُرّي على حدّته. ففي حالة الصغار، قد لا يكون العلاج لازمًا لأن الفتق غالبًا ما يزول من تلقاء ذاته. أكثر من 90٪ من الأطفال المصابين بالفتق السُرّي يبرأون تمامًا قبل بلوغ سن الخامسة. وخلال هذه المدة، قد يتمكن الطبيب من إعادة النسيج المتبرّز إلى مكانه باستخدام يديه، ويعرف هذا النوع باسم “الفتق السُرّي القابل للإرجاع”.
المعالجة الجراحية للفتق السُرّي
إذا كان الطفل بحاجة إلى علاج، فإن الجراحة تعد خيارًا ناجعًا. وتزداد احتمالية الحاجة إلى التدخل الجراحي إذا كان الفتق
- محصورًا أو مختنقًا.
- أكبر من 2 سم (حوالي ¾ بوصة).
- لا يزال موجودًا بعد سن الخامسة.
- يسبب ألمًا للطفل.
أما بالنسبة للبالغين، فإن معظم حالات الفتق السُرّي تستدعي الجراحة في النهاية، لأن الفتق لدى الكبار يكون أكثر عرضة للتفاقم والتسبب في مضاعفات.
خلال العملية الجراحية، يقوم الجرّاح بعمل شقوق صغيرة للوصول إلى الفتق، ثم يعيد النسيج البارز إلى مكانه الصحيح. بعد ذلك، يقوم بتقوية عضلات جدار البطن لمنع عودة الفتق، وأحيانًا يتم استخدام شبكة جراحية لتعزيز الحاجز العضلي ودعمه.
كيفية تشخيص الفتق السري و هل الفتق السري خطير؟
عادةً ما يجري الطبيب فحصًا جسديًا لتشخيص الفتق السُّرّي سواء عند الرضّع أو الكبار. وأثناء الفحص، يتأكد الطبيب مما إذا كان الفتق قابلًا للإعادة إلى الجوف البطني (فتق قابل للإرجاع) أم أنه مُقيد في موضعه (فتق مُقيد). يُعد الفتق المُقيد من التعقيدات الخطيرة المحتملة، حيث يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الإمداد الدموي عن الجزء المحصور من الأنسجة، والذي يُعرف باسم “الفتق المنْخَنِق”، وقد يتسبب ذلك في ضرر دائم بالأنسجة.
وقد يطلب الطبيب عمل أشعة سينية أو فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) لمنطقة البطن للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
كما قد يوصي بإجراء اختبارات دم للكشف عن وجود عدوى أو نقص في الإمداد الدموي (الإقفار)، تحديدًا إذا كان هناك اشتباه بفتق مُقيد أو منْخَنِق.
ما مضاعفات الفتق الغير معالج و هل الفتق السري خطير؟
نادراً ما تقع مضاعفات جراء الفتق السُّرّي لدى الأطفال، لكن يمكن أن تحدث مضاعفات أخرى لكل من الأطفال والبالغين في حال انحصار مكونات الفتق داخل جدار البطن (الفتق المحصور).
وهنا يُطرح التساؤل: هل الفتق السري خطير؟ في الواقع، قد يصبح الفتق السري خطيرًا في حال عدم قدرة الأمعاء على العودة إلى داخل التجويف البطني، ما يؤدي إلى ضعف التروية الدموية، ومن ثمّ ألم شديد واحتمال موت الأنسجة، وهو ما قد يسبب عدوى تهدد الحياة أو حتى الوفاة.
لذلك، يُعد الفتق المختنق في البطن حالة طبية طارئة تستوجب التدخل الجراحي العاجل، ويجب التوجه فورًا للطبيب أو إلى قسم الطوارئ في حال الشك بحدوث انسداد أو اختناق في الأمعاء
متى يصبح الفتق السري خطير؟
تكمُن خطورة الفتق السُّرّي في احتمالية تطوّره إلى مضاعفات خطيرة مثل الانسداد أو الاختناق، وهي حالات قد تُهدد الحياة وتتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً. ويطرح الكثيرون سؤالًا شائعًا وهو: هل الفتق السري خطير؟ والإجابة تعتمد على طبيعة الحالة، فبينما قد يكون الفتق غير مقلق في بعض الأحيان، إلا أنه قد يصبح خطرًا في حال ظهرت مضاعفات مثل
- الفتق المحصور (Incarcerated Hernia):
يحدث عندما لا يمكن إعادة الأنسجة المنفتقة إلى داخل البطن، مما يسبب ألمًا مستمرًا وتورمًا. - الفتق المختنق (Strangulated Hernia):
وهو الحالة الأشد خطورة، حيث ينقطع تدفق الدم إلى الأنسجة المحصورة داخل الفتق، مما قد يؤدي إلى موت الأنسجة (نخر) وحدوث عدوى تهدد الحياة.
ظهور أعراض مقلقة مثل
- ألم شديد ومفاجئ في البطن.
- احمرار أو تغيّر في لون الجلد فوق الفتق .
- الغثيان أو القيء.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- عدم القدرة على إخراج الغازات أو التبرز.
أسئلة شائعة
هل يحتاج الفتق السري الجراحة دائماً؟
ليس كل حالات الفتق السُّرّي تحتاج إلى جراحة، لكن في بعض الحالات يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأفضل أو الضروري.
الحالات التي لا تحتاج إلى جراحة
- عند الأطفال، خاصة إذا كان الفتق صغيرًا وغير مؤلمًا، حيث إن أكثر من 90% من حالات الفتق السري تختفي تلقائيًا قبل سن 5 سنوات.
- إذا كان الفتق قابلًا للإرجاع (يمكن دفعه بلطف إلى داخل البطن) ولا يسبب أعراضًا.
الحالات التي تحتاج إلى جراحة
- استمرار الفتق بعد عمر 4-5 سنوات عند الأطفال.
- كبر حجم الفتق.
- وجود أعراض مثل الألم أو الانزعاج المستمر.
- الفتق غير القابل للإرجاع (محصور).
- حدوث اختناق أو انسداد معوي، وهي حالة طارئة.
في البالغين، لأن الفتق السري لديهم نادرًا ما يختفي تلقائيًا، كما أنه أكثر عرضة للمضاعفات، لذلك غالبًا يُنصح بالجراحة.
في الختام، يتكرر سؤال مهم: هل الفتق السري خطير؟ الحقيقة أن الفتق السري غالبًا ما يكون بسيطًا، خاصة عند الأطفال، وقد يختفي من تلقاء نفسه. لكن في بعض الحالات، وخصوصًا لدى البالغين، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انسداد الأمعاء أو اختناق الأنسجة، مما يتطلب تدخلاً جراحيًا سريعًا. لذلك، من الضروري متابعة الحالة مع الطبيب وعدم تجاهل أي أعراض مقلقة.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبية أو حجز موعد مع أطباء مختصين في معرفة هل الفتق السري خطير؟ يمكنك زيارة ميديكا كلينيك، الموقع الذي يتيح لك حجز مواعيد مع دكاترة متخصصين. ميديكا كلينيك هو خيارك الأمثل للحصول على رعاية طبية متميزة.
المصادر