يخلط الكثيرون بين الفرق بين النقرس والأملاح ظنًا أنهما نفس الحالة، ولكن في الحقيقة هناك الفرق بين النقرس والأملاح من حيث الأسباب والأعراض وطريقة العلاج. النقرس هو نوع من التهابات المفاصل يحدث بسبب تراكم حمض اليوريك في المفاصل، بينما الأملاح قد تشير إلى ترسبات متنوعة في الجسم منها أملاح اليورات التي تسبب النقرس، أو أملاح أخرى مثل أوكسالات الكالسيوم التي تسبب حصوات الكلى.
معرفة الفرق بين النقرس والأملاح أمر ضروري لتحديد العلاج المناسب وتفادي المضاعفات. لذا في هذا المقال سنوضح بالتفصيل ما هو النقرس وما هي أعراضه، وما الفرق بين النقرس والأملاح، وكيفية التعامل مع ارتفاع حمض اليوريك
ما هو مرض النقرس؟
مرض النقرس هو حالة مزمنة ناتجة عن زيادة حمض اليوريك في الدم مما يؤدي إلى ترسبه في المفاصل والكلى مسببًا التهابات حادة وآلام شديدة تحدث النوبات بشكل مفاجئ وغالبًا ما تبدأ في إصبع القدم الكبير ويمكن أن تنتشر إلى مفاصل أخرى وهو مرض مرتبط بنمط الحياة والتغذية في الجسم.
النقرس والأملاح
الفرق بين النقرس والأملاح يكمن في السبب الرئيسى والتأثير على المفاصل
النقرس هو أحد أنواع التهابات المفاصل الناتجة عن ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم مما يؤدي إلى تكون بلورات تترسب في المفاصل وتسبب ألمًا شديدًا واحمرارًا وتورمًا بينما تشير الأملاح إلى ترسبات ناتجة عن زيادة بعض المعادن ومنها أملاح اليورات الناتجة عن حمض اليوريك.
أعراض اليوريك أسيد
في بعض الحالات لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع حمض اليوريك ولكن عند زيادته بشكل كبير يمكن أن تظهر أعراض مثل
- ألم في المفاصل خاصة في إصبع القدم الكبير أو الكاحل أو الركبة
- تورم واحمرار في المفاصل
- شعور بحرقة أو ألم أثناء التبول في حالة تكون حصوات في الكلى شعور بالتعب العام أو ألم في أسفل الظهر
أعراض الأملاح في الجسم
ارتفاع نسبة الأملاح في الجسم قد يسبب مجموعة من الأعراض التي تختلف حسب نوع الأملاح المتراكمة (مثل الصوديوم أو البوتاسيوم أو أملاح اليورات أو أوكسالات الكالسيوم) وتشمل:
- شعور مستمر بالعطش
- جفاف في الفم والجلد
- تورم في اليدين أو القدمين أو الوجه بسبب احتباس السوائل
- ألم في المفاصل خاصة في الركبة أو إصبع القدم الكبير
- حرقة أو ألم أثناء التبول
- تغير لون البول إلى أصفر داكن أو وجود دم في البول
أملاح النقرس هي بلورات حمض اليوريك التي تترسب في المفاصل أو الكلى عند زيادة تركيز الحمض في الدم مما يؤدي إلى حدوث نوبات نقرس مؤلمة أو تكوين حصوات بولية وقد تتجمع هذه البلورات بشكل مزمن وتؤدي إلى تلف في المفاصل
أعراض النقرس والاملاح
- ألم مفاجئ وحاد في المفصل المصاب غالبًا ما يبدأ ليلًا.
- تورم واحمرار وسخونة في المفصل.
- شعور بعدم القدرة على تحريك المفصل بشكل طبيعي.
- زيادة الحساسية في المفصل المصاب قد يصاحب ذلك أعراض بولية في حال تكون الحصوات مثل حرقة في البول.
أعراض النقرس في البول
- حرقة أثناء التبول ألم في أسفل البطن أو الخاصرة
- وجود دم في البول
- زيادة عدد مرات التبول
- الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل كل هذه الأعراض قد تشير إلى وجود حصوات بولية ناتجة عن ترسبات حمض اليوريك
اقرأ المزيد عن: أعراض النقرس عند النساء

أسباب النقرس والأملاح
تراكم الأملاح في الجسم والنقرس يحدثان بسبب عدة أسباب رئيسية تتعلق بنمط الحياة، العوامل الوراثية، وعوامل صحية أخرى ومعرفة الفرق بين النقرس والأملاح. إليك أبرز الأسباب:
أسباب النقرس:
- زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم:
النقرس يحدث عندما يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم بشكل زائد، حيث يتراكم هذا الحمض على شكل بلورات في المفاصل مسببًا التهابات وآلام حادة. - نظام غذائي غني بالبيورينات:
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، الكبدة، والمخ قد تزيد من مستويات حمض اليوريك في الجسم. - السمنة:
الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم فرصة أكبر للإصابة بالنقرس، حيث يزيد الوزن الزائد من إنتاج حمض اليوريك ويقلل من قدرة الكلى على التخلص منه. - مشاكل في الكلى:
عندما لا تتمكن الكلى من التخلص من كميات كافية من حمض اليوريك، يتراكم هذا الحمض في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنقرس. - الوراثة:
وجود تاريخ عائلي للنقرس يزيد من احتمالية الإصابة به، حيث تلعب العوامل الوراثية دورًا في تنظيم مستويات حمض اليوريك في الدم. - استهلاك الكحول:
المشروبات الكحولية، خاصة البيرة، يمكن أن ترفع مستويات حمض اليوريك بشكل كبير، مما يزيد من خطر الإصابة بالنقرس. - بعض الأدوية:
بعض الأدوية مثل مدرات البول (المعروفة بالأدوية المدرة للبول) قد تزيد من مستويات حمض اليوريك في الدم.
أسباب تراكم الأملاح:
- نظام غذائي غير متوازن:
تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الأملاح مثل الأطعمة المعالجة، المخللات، والمشروبات الغازية قد يؤدي إلى زيادة في الأملاح في الجسم. - قلة شرب الماء:
عدم شرب كميات كافية من الماء يجعل الجسم يعجز عن التخلص من الأملاح بشكل جيد، مما يسبب احتباس السوائل وتراكم الأملاح في الأنسجة. - مشاكل الكلى:
الكلى تلعب دورًا كبيرًا في إزالة الأملاح الزائدة من الجسم. عند وجود خلل في وظائف الكلى، تتراكم الأملاح في الجسم. - السكري:
الأشخاص المصابون بالسكري يمكن أن يعانوا من اضطرابات في توازن الأملاح في الجسم بسبب اختلال في مستويات السكر. - ارتفاع ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم قد يسبب تراكم الصوديوم في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الأملاح، وتسبب آثارًا جانبية مثل التورم والدوخة. - قلة النشاط البدني:
عدم ممارسة الرياضة بانتظام قد يزيد من تراكم الأملاح في الجسم، حيث تساعد الرياضة على تحسين التوازن السائل وتعمل على تقليل احتباس السوائل والأملاح. - الوراثة:
العوامل الوراثية يمكن أن تلعب دورًا في اضطرابات توازن الأملاح في الجسم، مثل ارتفاع مستويات الصوديوم أو البوتاسيوم.
نسبة النقرس الطبيعية
النسبة الطبيعية لحمض اليوريك في الدم هي كما يلي:
- للرجال: تتراوح بين 3.5 إلى 7.2 ملغم/ديسيلتر.
- للنساء: تتراوح بين 2.6 إلى 6 ملغم/ديسيلتر.
إذا كانت مستويات حمض اليوريك أعلى من هذه النسب، قد يشير ذلك إلى وجود خطر الإصابة بالنقرس أو مشاكل في الكلى.
الأطعمة التي تزيد حمض اليوريك
- اللحوم الحمراء مثل اللحم البقري و الكبد.
- المأكولات البحرية مثل السردين والجمبري والتونة.
- المشروبات الغازية المحلاة بالسكر الفركتوز.
- الأطعمة والمشروبات الغنية بالفركتوز مثل العصائر المصنعة.
- المشروبات الكحولية خاصة البيرة.
علاج النقرس والأملاح
علاج النقرس والأملاح يتطلب استراتيجية شاملة معرفة الفرق بين النقرس والأملاح واعراضهما وتشمل الأدوية، تغييرات في النظام الغذائي، ونمط الحياة، بالإضافة إلى إجراءات طبية للحد من الأعراض ومنع المضاعفات. إليك طرق علاج النقرس والأملاح:
1. علاج النقرس:
الأدوية:
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs):
مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، تساعد في تخفيف الألم والتورم خلال نوبات النقرس الحادة. - الكولشيسين:
يستخدم لعلاج نوبات النقرس الحادة لتقليل الالتهاب والألم. - الستيرويدات القشرية (مثل بريدنيزون):
تستخدم عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة أو عندما يعاني المريض من أمراض أخرى تمنع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. - أدوية تقليل مستويات حمض اليوريك (مثل الألوبيورينول والفبوكسوستات):
تساعد هذه الأدوية على تقليل إنتاج حمض اليوريك في الجسم وبالتالي تقليل فرص حدوث نوبات النقرس. - أدوية تساعد على إخراج حمض اليوريك (مثل البيبرازين أو الليسيك):
تعمل على زيادة إفراز حمض اليوريك من خلال البول، مما يقلل تراكمه في الجسم.
تغييرات في نمط الحياة:
- التغذية:
تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على البيورينات مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، الكبدة، والمخ. هذه الأطعمة تحفز إنتاج حمض اليوريك في الجسم. - شرب الكثير من الماء:
يساعد على التخلص من حمض اليوريك عبر الكلى من خلال البول. - تقليل استهلاك الكحول والمشروبات الغازية:
الكحول والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر تزيد من مستويات حمض اليوريك، لذا يجب تجنبها. - فقدان الوزن:
السمنة تزيد من مستويات حمض اليوريك، لذلك من المهم الحفاظ على وزن صحي. - تجنب الأطعمة الغنية بالفركتوز:
مثل العصائر المحلاة بالسكر، لأن الفركتوز يزيد من حمض اليوريك في الدم.
2. علاج تراكم الأملاح:
الأدوية:
- مدرات البول:
قد يصف الأطباء أدوية مدرة للبول للمساعدة في التخلص من الأملاح عبر البول، وخاصة في حالات احتباس السوائل. - أدوية لعلاج حصوات الكلى:
مثل الأدوية التي تساعد في تفتيت الحصوات أو أدوية لتقليل تكرار تكون الحصوات.
تغييرات في نمط الحياة:
- شرب كميات كبيرة من الماء:
يساعد الماء على التخلص من الأملاح الزائدة عبر الكلى ويقلل من احتباس السوائل. - تقليل تناول الأملاح:
تجنب الأطعمة الغنية بالملح مثل الوجبات السريعة، الأطعمة المعلبة، والمخللات. تناول الملح بكميات معتدلة يساعد في تجنب تراكمه في الجسم. - تجنب الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم الزائد:
في حالة وجود مشاكل في الكلى، يجب مراقبة مستويات البوتاسيوم في الطعام (مثل الموز، والطماطم) لأنها قد تؤدي إلى تراكم الأملاح. - التغذية المتوازنة:
تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة مثل الخضروات والفواكه والأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل البطاطس والسبانخ لتوازن مستويات الأملاح في الجسم.
كيفية إزالة اليوريك أسيد من الجسم
- تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
- شرب كميات كبيرة من الماء لتحفيز الكلى على التخلص من الحمض.
- فقدان الوزن الزائد لأن السمنة تزيد من مستوى حمض اليوريك.
- تجنب المشروبات الغازية و المحلاة والمشروبات الكحولية.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب مثل أدوية تقليل إنتاج حمض اليوريك أو أدوية تزيد من إخراجه عبر الكلى.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين عملية الأيض وتعزيز الصحة العامة.
يمكننا القول إن الفرق بين النقرس والأملاح واضح رغم التشابه بينهما في بعض الأعراض. النقرس يحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفاصل، مما يسبب التهابات وآلام شديدة، في حين أن الأملاح تشير إلى تراكم بعض المعادن في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل احتباس السوائل أو تكوين حصوات الكلى. ومع أن الفرق بين النقرس والأملاح يكمن في السبب والأعراض، إلا أن كلا الحالتين يتطلبان تغييرًا في نمط الحياة واتباع خطة علاجية دقيقة.
لذلك، من المهم فهم الفرق بين النقرس والأملاح لتشخيص الحالة بشكل صحيح وتقديم العلاج المناسب. إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المرتبطة بتراكم النقرس أو الأملاح، فإن استشارة الطبيب المبكرة تساعد في تجنب المضاعفات والحفاظ على صحة الجسم.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبية أو حجز موعد مع أطباء مختصين في معرفة الفرق بين النقرس والأملاح وكيفية علاجهما، يمكنك زيارة ميديكا كلينيك، الموقع الذي يتيح لك حجز مواعيد مع دكاترة متخصصين في هذا المجال. ميديكا كلينيك هو خيارك الأمثل للحصول على رعاية طبية متميزة لمعرفة الفرق بين النقرس والأملاح.
المصادر: