تتنوع أعراض الارتجاع المريئي بين الشعور بالحموضة، وصعوبة البلع، والسعال المزمن، وآلام الصدر. يُعد الارتجاع المريئي من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا، حيث يحدث عندما تعود أحماض المعدة إلى المريء، مما يسبب شعورًا بالحرقان وعدم الراحة. قد يكون الارتجاع عرضيًا لدى بعض الأشخاص، لكن تكراره المستمر قد يشير إلى مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والذي قد يؤثر على جودة الحياة ويتسبب في مضاعفات صحية إذا لم يُعالج.
في هذا المقال، سنتعرف على أعراض الارتجاع المريئي، أسبابه، وطرق التشخيص والعلاج لضمان حياة أكثر راحة وصحة.
ما هو الارتجاع المريئي؟
يحدث هذا المرض عندما تعود العصارة الحمضية أو محتويات المعدة، بما في ذلك الطعام والسوائل، إلى المريء بشكل متكرر.
يتم تأكيد تشخيصه عندما يحدث الارتجاع الحمضي بمعدل مرتين أو أكثر في الأسبوع.
أعراض الارتجاع المريئي

تختلف أعراض الارتجاع المريئي بين الأطفال والبالغين، لكن الأعراض الشائعة هي :
- حموضة المعدة: تعد العرض الأكثر شيوعًا لارتجاع المريء، وتتمثل في شعور بحرقان في الصدر قد يمتد إلى الحلق والفم.
- ارتداد الحمض أو محتويات المعدة: يحدث عندما ترتفع الأحماض أو بقايا الطعام والسوائل عبر المريء إلى الحلق أو الفم، مما يسبب مذاقًا حامضًا أو مرًا في مؤخرة الفم، أو الإحساس بطعم الطعام المرتجع.
- تزداد حدة الأعراض بعد الأكل أو عند الانحناء أو الاستلقاء.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض الارتجاع المريئي الأقل شيوعًا، مثل:
- ألم غير حارق في منتصف الصدر.
- الغثيان.
- زيادة إفراز اللعاب.
- ألم أو صعوبة عند البلع.
- الإحساس بوجود طعام عالق في الحلق.
أعراض الارتجاع المريئي عند الأطفال
- عادة لا يعاني الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما من أعراض الارتجاع المريئي، مثل حرقة المعدة أو ارتداد الحمض، لكنهم قد تظهر عليهم اعراضا مختلفة مثل: التقيؤ، آلام المعدة، الشعور بضيق أثناء تناول الطعام، السعال خاصة بالليل، الإحساس بالاختناق.
- نظرا لأن أعراض ارتجاع المريء لدى الأطفال قد تتشابه مع مشكلات صحية أخرى، فمن الأفضل استشارة الطبيب لضمان التشخيص الصحيح.
أعراض الارتجاع المريئي عند الرضع
- تعتبر أعراض الارتجاع المريئي شائعة جدًا لدى الرضع، وتبلغ ذروتها عادة عند عمر 4 أشهر ثم تختفي تلقائيًا مع بلوغ الطفل من عمر سنة إلى سنة ونصف. ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من 24 شهرًا، فقد تشير إلى مرض ارتجاع المريء وتظهر أعراضه في: البصق والقيء، ورفض الأكل وصعوبة البلع، والتهيج أثناء الرضاعة، وفقدان الوزن، والسعال المتكرر، والاختناق، وألم في الصدر، واضطراب النوم.
أعراض ارتجاع المرئ الشديد وألم الظهر
يمكن أن يسبب الارتجاع المريئى المزمن أو في الحالات الشديدة بعض الأعراض والمضاعفات التي تؤثر على جودة الحياة، ومنها:
- التهاب المريء (Esophagitis).
- تضيق المريء (Esophageal Strictures).
- مريء باريت (Barrett’s Esophagus).
- صعوبة شديدة في البلع قد تؤدي إلى خطر الاختناق.
- التقيؤ المتكرر.
- فقدان الشهية أو انخفاض الرغبة في تناول الطعام.
- ضيق في التنفس.
- الإصابة بالربو لأول مرة أو تفاقم الأعراض بشكل ملحوظ.
- ظهور تقرحات أو نزيف داخلي في المريء أو المعدة.
قد يسبب الارتجاع المريئي ألمًا في الظهر العلوي، خاصة بين لوحي الكتف، بسبب تهيج المريء وارتباط الأعصاب بينه وبين العمود الفقري.
قد يكون الألم ناتجًا عن الشد العضلي بسبب وضعية الجلوس الخاطئة أو الاستلقاء بعد الأكل.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون الألم مشابهًا لألم القلب، لكنه ناتج عن التهاب المريء وليس مشكلة قلبية.
أعراض ارتجاع المريء النفسية
العلاقة بين الارتجاع المريئى والصحة النفسية: هناك ارتباط قوي بين القلق والاكتئاب ومرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث يمكن أن يكونا سببًا أو نتيجة له.
دراسات حديثة أظهرت:
- 41.4% من مرضى ارتجاع المريء يعانون من الاكتئاب.
- 34.4% يعانون من القلق.
- الأعراض أكثر حدة لدى من يعانون من آلام الصدر المرتبطة بالارتجاع.
كيف يسبب القلق ارتجاع المريء؟
- ارتخاء العضلة العاصرة للمريء مما يسمح بعودة الحمض.
- اضطراب حركة المريء مما يزيد من ارتجاع الطعام.
- زيادة إفراز الحمض بسبب التوتر.
متى تختفي أعراض ارتجاع المريء؟
تختلف مدة استمرار أعراض الارتجاع المريئي باختلاف شدة الحالة والعلاج المتبع. قد يشعر بعض المرضى بالتحسن خلال أيام قليلة من بدء العلاج، بينما قد تستغرق الحالات المتوسطة من 6 إلى 12 أسبوعًا للوصول إلى الشفاء التام.
إذا استمرت الأعراض أو ازدادت سوءًا يُنصح بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.
أنواع الارتجاع المريئي
يصنف مرض الارتجاع المريئي إلى نوعين وهما:
الارتجاع المريئى المتكرر غير التقدمي
هو النوع الأكثر شيوعًا، غالبًا ما يمكن السيطرة على الأعراض باستخدام الأدوية فقط، دون الحاجة إلى إجراءات طبية متقدمة مثل الجراحة أو العلاجات غير الجراحية.
الارتجاع المريئى التقدمي
يؤثر على 20% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالمرض، قد يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل التضيقات المريئية أو حالة مريء باريت (Barrett’s Esophagus).
في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي كخيار علاجي.
تشمل عوامل خطر الإصابة بالمرض ما يلي: تناول بعض الأطعمة التي تسبب ارتخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء، مما يؤدي إلى حدوث الارتجاع، أو الإصابة بمضاعفات التهاب المعدة الحاد أو المزمن.
قد يتسبب الارتجاع المعدي المريئي في مضاعفات خطيرة، مثل التهاب المريء المزمن، وسرطان المريء، وفقدان الصوت. لذلك، يُعد الاكتشاف المبكر والعلاج الفعّال من أهم الطرق للسيطرة على المرض وتقليل خطر تطور مضاعفاته.
أضرار ارتجاع المريء
إذا لم يُعالج ارتجاع المريء بشكل مناسب، فقد يؤدي إلى عدة أضرار ومضاعفات صحية خطيرة، منها:
- التهاب المريء: تهيج والتهاب بطانة المريء نتيجة التعرض المستمر لأحماض المعدة، مما قد يسبب ألمًا وصعوبة في البلع.
- تضيق المريء: تكوّن أنسجة ندبية في المريء نتيجة الالتهابات المتكررة، مما يؤدي إلى تضييقه وصعوبة مرور الطعام.
- مريء باريت: تغيرات في خلايا بطانة المريء تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
- مشاكل تنفسية: مثل السعال المزمن، التهاب الحنجرة، أو تفاقم أعراض الربو، نتيجة تسرب أحماض المعدة إلى الجهاز التنفسي.
لذا، من الضروري استشارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب والوقاية من هذه المضاعفات.
طرق تشخيص الارتجاع المريئي
يمكن للطبيب تشخيص مرض الارتجاع المريئي بناءً على الأعراض التي تعاني منها والفحص البدني. ولكن في بعض الحالات، قد يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات للتأكد من التشخيص أو للكشف عن أي مضاعفات. ومن أبرز هذه الفحوصات:
- المنظار العلوي: يستخدم الطبيب أنبوبًا مرنًا مزودًا بكاميرا صغيرة لفحص المريء والمعدة، مما يساعد في الكشف عن أي التهابات أو مضاعفات. كما يمكنه أخذ عينة نسيجية (خزعة) إذا لزم الأمر، أو توسيع المريء في حال وجود ضيق يسبب صعوبة في البلع.
- اختبار قياس درجة الحموضة (pH Monitoring): يتم وضع جهاز صغير في المريء لقياس نسبة الحمض ومدة بقائه. يمكن أن يكون الجهاز أنبوبًا رفيعًا يدخل عبر الأنف، أو كبسولة صغيرة تثبت في المريء أثناء المنظار وتخرج لاحقًا مع البراز.
- الأشعة السينية (تصوير الجهاز الهضمي العلوي): بعد شرب سائل خاص، يتم تصوير المريء والمعدة للكشف عن أي مشكلات، مثل ضيق المريء أو صعوبة البلع.
- قياس ضغط المريء: يساعد هذا الفحص في قياس حركة عضلات المريء وقوتها أثناء البلع، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة تؤثر على تدفق الطعام إلى المعدة.
- تنظير المريء عبر الأنف: يتم إدخال أنبوب رفيع عبر الأنف مزود بكاميرا لفحص المريء مباشرةً. ينقل الجهاز صورًا إلى شاشة، مما يساعد الطبيب في الكشف عن أي ضرر ناتج عن الارتجاع الحمضي.
تساعد هذه الفحوصات في التأكد من وجود الارتجاع المريئي وتحديد شدته، مما يساعد الطبيب في وضع الخطة العلاجية المناسبة لحالتك.
علاج الارتجاع المريئي
يبدأ علاج الارتجاع المريئي بتغيير نمط الحياة واستخدام بعض الأدوية المضادة للحموضة، وفي حال عدم تحسن أعراض الارتجاع المريئي خلال عدة أسابيع، قد يوصي الطبيب بخيارات علاجية أخرى، بما في ذلك التدخل الجراحي.
تغيير نمط الحياة
يعتبر تعديل العادات اليومية من الخطوات الأساسية في علاج الارتجاع المريئي، وتشمل التوصيات:
- فقدان الوزن الزائد لتقليل الضغط على المعدة.
- تجنب الأطعمة التي تحفز الارتجاع مثل الشوكولاتة، النعناع، الأطعمة الدهنية، الكافيين، المشروبات الغازية، الحمضيات، الطماطم، والأطعمة الحارة.
- الامتناع عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل وعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
- تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة بدلًا من تناول وجبات كبيرة.
- مضغ الطعام جيدًا وتناوله ببطء.
- الإقلاع عن التدخين، لأنه يزيد من حموضة المعدة.
العلاج الدوائي
إذا لم يكن تغيير نمط الحياة كافيًا، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية.
أفضل الأدوية لعلاج الارتجاع المريء تشمل:
- مضادات الحموضة: مثل جافيسكون (Gaviscon)، التي تساعد في معادلة حمض المعدة وتخفيف الأعراض بسرعة.
- حاصرات مستقبلات الهيستامين-2: مثل رانيتيدين (Ranitidine) و فاموتيدين (Famotidine)، التي تقلل من إنتاج الحمض في المعدة.
- مثبطات مضخة البروتون: مثل أوميبرازول (Omeprazole) و إيزوميبرازول (Esomeprazole)، التي تقلل من إنتاج الحمض بشكل أكثر فعالية وتُستخدم في الحالات المزمنة.
يُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية لتحديد العلاج المناسب لحالتك.
التدخل الجراحي
في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي وتغيير نمط الحياة، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، وتشمل العمليات الجراحية:
- عملية تثنية القاع حيث يتم لف الجزء العلوي من المعدة حول المريء للمساعدة في منع ارتجاع الأحماض.
- عملية شد عضلة الصمام السفلي للمريء لتعزيز إغلاقه ومنع الارتجاع.
- جراحات السمنة والتي قد تكون مفيدة للمرضى الذين يعانون من الارتجاع بسبب زيادة الوزن.
أسئلة شائعة:
كيف يتم علاج أعراض الارتجاع المريئي في المنزل؟
- إنقاص الوزن الزائد.
- تجنب الأطعمة التي تزيد من مستوى الحمض في المعدة.
- الحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- تجنب بعض الأطعمة التي مثل الأطعمة الدهنية والنعناع.
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تؤثر على حركة العضلات في الجهاز الهضمي مثل القهوة و السوائل الحمضية.
ما هو المشروب الذي يعالج ارتجاع المريء؟
يمكن التخفيف من ارتجاع المريء عن طريق تجنب المشروبات عالية الحموضة، والتركيز على تلك ذات الحموضة المنخفضة، ومن أهمها: الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم، عصير الجزر، ماء جوز الهند الذي يعزز توازن درجة الحموضة.
ما هو الأكل الممنوع لمرضى ارتجاع المريء؟
لا تتناول الأطعمة التي تزيد من داء الإرتجاع المريئي، مثل الشوكولاتة وصلصة الطماطم والأطعمة الدهنية والمقلية، وصلصات السلطة المصنوعة من الخل .
تجنب شرب الكحول والقهوة والمشروبات الحمضية ، مثل الكولا وعصير البرتقال، تجنب تناول الطعام قبل الذهاب إلى السرير بساعتين إلى ثلاث ساعات.
يعتبر تعديل نمط الحياة واستخدام العلاجات الدوائية الخطوة الأولى في السيطرة على أعراض الارتجاع المريئي، ولكن في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا. يفضل دائمًا استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب لكل حالة وفقًا لشدة الأعراض.
يمكنك حجز موعد مع أفضل دكتور جهاز هضمي من خلال موقع ميديكا
المصادر