أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال هي مسألة تثير قلق العديد من الآباء والأمهات، خاصةً عندما يعاني الطفل من عدم الراحة أو مشكلات في التغذية. يُعتبر مرض ارتجاع المريء حالة شائعة بين الرضع والأطفال، حيث يحدث عندما ترتد محتويات المعدة إلى المريء، مما قد يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال. فِهم هذه الأعراض والتعرف عليها مبكرًا يمكن أن يساعد في تقديم الرعاية المناسبة للطفل وضمان نموه وتطوره بشكل صحي.
ماهو ارتجاع المريء عند الأطفال؟
ارتجاع المريء عند الأطفال هو حالة يحدث فيها رجوع محتويات المعدة، بما في ذلك الأحماض والطعام، إلى المريء، وقد يصل أحيانًا إلى الحلق أو حتى إلى جوف الفم.
يعتبر ارتجاع المريء أمرًا طبيعيًا لدى الرضع خلال السنة الأولى من عمرهم، حيث يعاني منه ما بين 70-85% من الرضع. يعود ذلك بشكل رئيسي إلى عدم اكتمال نمو مريء الطفل خلال هذه المرحلة.
ومع ذلك، قد يتطور ارتجاع المريء للأطفال في بعض الحالات إلى وضع أكثر خطورة يُعرف بالانسداد المريئي المعوي، ويتم تشخيص هذه الحالة في الظروف التالية:
- إذا كان ارتجاع المريء عند الأطفال يمنعهم من تناول الطعام بسبب ظهور أعراض مثل القيء المتكرر، الاختناق، السعال المستمر، أو صعوبة في التنفس.
- إذا استمرت أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال لفترة تتجاوز 12 إلى 14 شهرًا.
- إذا ظهرت أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال أكثر من مرتين أسبوعيًا على مدار عدة أشهر.
وقد يظهر أيضًا ارتجاع المريء وضيق التنفس عند الأطفال. يحدث ذلك نتيجة تسرب أحماض المعدة إلى المريء، مما قد يسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي ويؤدي إلى صعوبة في التنفس.
أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع

ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع يحدث نتيجة ارتخاء الصمام الموجود بين المريء والمعدة، مما يسمح بعودة محتويات المعدة إلى المريء. هذا الارتخاء قد يكون بسبب عدم اكتمال نمو هذا الصمام عند الرضع، مما يجعله غير قادر على الإغلاق بإحكام.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الرضع على تغذية سائلة بكميات كبيرة نسبيًا مقارنة بحجم أجسامهم، مما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع. كما أن وضعية الاستلقاء المستمرة للرضع، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى، تسهم في زيادة فرصة ارتداد محتويات المعدة نحو المريء.
بعض الأطعمة قد تزيد من شدة أعراض ارتجاع المريء لدى الأطفال، إما بتأثيرها على قوة عضلات الصمام، مما يبقيه مفتوحًا لفترة أطول، أو بزيادة إفراز حمض المعدة، من أبرز هذه الأطعمة:
- الشوكولاتة: تحتوي على مركبات قد تؤدي إلى ارتخاء الصمام.
- الفواكه الحمضية: مثل البرتقال والتفاح، التي قد تزيد من حموضة المعدة.
- الطماطم ومشتقاتها: تحتوي على أحماض قد تزيد من حموضة المعدة.
- البيض: قد يسبب تهيجًا لدى بعض الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأمهات المرضعات مراعاة نظامهم الغذائي، حيث يمكن أن تؤثر بعض الأطعمة التي يتناولنها على الرضع، مثل النعناع والمشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة.
عوامل خطر أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع
توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض ارتجاع المريء لدى الرضع والأطفال، من أبرزها:
- الولادة المبكرة: قد يكون الجهاز الهضمي غير مكتمل النمو، مما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع.
- الحالات التي تؤثر على الرئتين: مثل التليف الكيسي، حيث يمكن أن تزيد من مخاطر الارتجاع.
- الاضطرابات العصبية: مثل الشلل الدماغي، والتي قد تؤثر على وظيفة العضلات المسؤولة عن منع الارتجاع.
- الفتق الحجابي: حالة يمر فيها الجزء العلوي من المعدة إلى الصدر عبر فتحة في الحجاب الحاجز، مما يسهل حدوث الارتجاع.
- جراحات تصحيح تشوهات المريء الخلقية: قد تزيد من احتمالية حدوث الارتجاع بعد العملية.
- زيادة الضغط على البطن: بسبب الوزن الزائد أو السمنة، مما قد يؤدي إلى زيادة احتمالية الارتجاع.
- بعض الأدوية: مثل أدوية الربو، ومضادات الهيستامين، ومسكنات الألم، والمهدئات، ومضادات الاكتئاب، التي قد تزيد من خطر الارتجاع.
- التعرض للتدخين السلبي: قد يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع لدى الأطفال.
معرفة هذه العوامل يمكن أن تساعد في الوقاية والتعامل المبكر مع أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال.
أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع
قد لا يظهر ارتجاع المريء للأطفال و الرضع أي أعراض واضحة، وهو ما يُعرف باسم الارتجاع الصامت، إلا أن هناك علامات قد تشير إلى الإصابة به، أبرزها:
- حرقة المعدة التي قد تستمر حتى ساعتين وتزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء والانحناء.
- السعال الجاف المتكرر، خاصة خلال الليل.
- القيء والغثيان.
- صعوبة البلع.
- انحناء الظهر أو حركات غير طبيعية في الرقبة والذقن.
- الانزعاج أو التهيج المصحوب بالتجشؤ.
- فقدان الشهية أو رفض تناول الطعام.
- ألم في المعدة.
- نوبات الحازوقة المتكررة.
- الاختناق أثناء الأكل أو النوم.
- التهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد المتكررة.
- التهابات الأذن المتكررة.
- الشعور بالتهاب الحلق في الصباح.
- طعم حامض في الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- تآكل مينا الأسنان أو زيادة خطر تسوس الأسنان.
متى يجب استشارة الطبيب عند ظهور أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال؟
يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- البكاء المفرط دون سبب واضح.
- عدم اكتساب الطفل الوزن بشكل طبيعي.
- مشاكل في التنفس.
- صعوبة في البلع.
- علامات نزيف الجهاز الهضمي، مثل القيء المصحوب بالدم أو البراز الدموي.
- أعراض الجفاف، مثل قلة التبول لمدة تزيد عن 3 ساعات أو انخفاض مستوى نشاط الطفل.
- القيء بكميات كبيرة أو القيء بلون أصفر أو أخضر.
- استمرار القيء أو التجشؤ بعد عمر 6 أشهر، أو ظهوره في الأسابيع الأولى من عمر الرضيع.
في حال ملاحظة أي من أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال، يجب استشارة الطبيب للحصول على التقييم المناسب واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة.
علاج الارتجاع المريئي للأطفال
يعتمد علاج ارتجاع المريء للأطفال على عدة عوامل، بما في ذلك الأعراض الظاهرة، وعمر الطفل، وحالته الصحية العامة، وشدة الحالة.
تعديلات في النظام الغذائي ونمط الحياة
في العديد من الحالات، يمكن أن تسهم التعديلات في النظام الغذائي ونمط الحياة في تخفيف أعراض الارتجاع المريئي لدى الرضع والأطفال.
- للرضع:
- حمل الطفل بوضعية مستقيمة لمدة 30 دقيقة بعد تناول الطعام.
- في حالة التغذية بالحليب الصناعي، يُنصح بملء الزجاجة بالكامل بالحليب لتقليل كمية الهواء التي قد يبتلعها الطفل.
- إضافة حبوب الأرز إلى الرضاعة قد تكون مفيدة لبعض الرضع.
- للأطفال الأكبر سنًا:
- الحد من تناول الأطعمة المقلية والدهنية، والنعناع، والشوكولاتة، والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الصودا والشاي، و الحمضيات وعصائرها، ومنتجات الطماطم.
- تقديم وجبات أصغر حجمًا وتجنب الوجبات الكبيرة، مع تناول العشاء قبل 3 ساعات على الأقل من النوم.
- تشجيع فقدان الوزن الزائد إذا كان ذلك مناسبًا.
الأدوية:
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية تساعد في تقليل كمية الحمض في المعدة، مما يقلل من حرقة المعدة المرتبطة بالارتجاع المريئي. تشمل هذه الأدوية:
- حاصرات مستقبلات الهيستامين 2.
- مثبطات مضخة البروتون.
- مضادات الحموضة.
- الأدوية التي تحسن من حركة الجهاز الهضمي وتسرع من إفراغ المعدة.
من المهم استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال، قبل البدء بأي علاج لضمان ملاءمته لحالة الطفل وتجنب أي مضاعفات محتملة.
الاسئلة الشائعة:
كيف أخفف من أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال؟
قد تساعد الإجراءات التالية في تخفيف أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال:
- زيادة عدد مرات التغذية.
- حمل الطفل عموديًا بعد الرضاعة.
- تجشؤ أو تكريع الطفل.
- إجراء تعديلات على النظام الغذائي للأم.
كم من الوقت يستغرق دواء فاموتيدين ليعمل في علاج أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال؟
قد يبدأ فاموتيدين في إظهار تأثيره في غضون ساعة واحدة بعد تناوله، ويمكن أن يستمر تأثيره لمدة تصل إلى 12 ساعة.
في النهاية، يُعد ارتجاع المريء من الحالات الشائعة التي قد تصيب الأطفال، وتظهر أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال بأشكال متعددة، مثل السعال المستمر، والتقيؤ المتكرر، وصعوبة البلع، وبحة الصوت، واضطرابات النوم.
من الضروري أن يكون الآباء على دراية بهذه الأعراض، حيث قد يؤدي إهمالها إلى مضاعفات صحية تؤثر على نمو الطفل وجودة حياته. لذا، يُنصح بالتوجه إلى الطبيب المختص لتقييم الحالة ووصف العلاج المناسب، مما يساهم في تحسين صحة الطفل وراحته. يمكنك حجز موعد مع أفضل دكتور جهاز هضمي من خلال موقع ميديكا.
المصادر: